أ.د الطيب زين العابدين قامة أكاديمية و محلل سياسى يسابق الجميع في محيطنا الإفريقى و العربى , ليس فقط في مجال تخصصه و لكن في ثقل الرأي وقدرته على الجهر به . كاتب نال هذا الشرف في سودان اليوم لن يتحاه أحد في العالم . ففي هذا الإقليم يتجاور أعتى دكتاتوريات عرفهم الإنسانية في تاريخه الحديث . و أشدهم ضيقا بالرأى الأخر . في مقاله الأخير – هل أخطأت الجماهيرية الليبية – تقدم الدكتور على نفسه بجراة لم نألفه في أحد من الكتاب ليهدى نصيحة بوزن البلاتين للبشير فيما يلى مستقبل السودلن . حق لكل حادب على مصالح السودان أن يعيد دراسته مرات عدة لا للإستئناس بالرأى فقط و لكن ليساهم برأيه في تشكيل صورة السودان التي تتشكل من جديد بعد عهود من التيه . المعلوم أن السودان بحدودها التي عرفت بها بداية القرن الماضى لن تصمد في وجه رغبة شعب الجنوب في تقرير مصيرهم , و إنشاء دولتهم للمرة الأولى في تاريخهم في يناير القادم .
إذ المأمول و المؤكد أن الإستفتاء القادم التي ستجرى قريبا ستفضي الى دولتين واحدة في الجزء الجنوبى تقر قيادته و شعبه أنهم مستعدون , بل يعملون بجد على تأسيس هذه الدولة من النشيد الوطني – التى تحكى ماضيهم و أمالهم وتطلعاتهم للمستقبل – الي الدستور التى تنظم مؤسسات الدولة . أما الأخرى في الشمال فما زال المتحكمين على أمرها يتعامون عن وقائع السياسة على الأرض و يجهدون بكل ما أعطوا من إمكانات لإلهاء الشعب عن جادة السبيل , و لا يدخرون جهدا في إقفاء عين من يدعى البصر .
يحسن ونحن نتحدث عن مستقبل الدولة الجديدة في الشمال أن نذكر بإحسان مساهمة دكتور الأفندى في مداخلته الأخيرة عن المواطنة فهذه النوع من الحوار الهادف من شأنه أن يدفع الجميع , الذين في السلطة وعامة الشعب الأهتداء إلي أسس نتراضى عليه في كتابة دستور جديد للدولة القادمة . سوف لن نختلف في إسم الدولة فإن مضى ثلث السودان من جنوبه, الذين يدعون نقاء عرقهم الإفريقي – تظل غالبية سكان الشمال من ذوى البشرة السوداء أيضا , فهم " سودانيون " كما عرفهم به إخوتهم في شمال الوادى , إن إدعى مجموعات إنتسابهم للعرق العربي . و في هذا أيضا لن نتجادل كثيرا و إلا ستكون الحوار أشبه بحكاية - البيضة و الدجاجة أيهم أسبق – و قد سبقنا في ذلك الأمريكان الأفارقة في الإختيار ما بين - الأمريكان السود , أم الأمريكان الأفارقة – وقد إختاروا الأخيرة . من جانبنا لن نمانع في أي يختاره إخوتنا العرب في الجزء الشمالي من السودان لأنها ستفضي الي نتيجة واحدة " هى السودان " .. فالخيار لديهم بين – العرب السودانيون , و العرب السود .
الأمر الأخر التى تحتاج من الجميع حديث مزيدا من الحوار هى ما ورد في المادة 5 من الدستور الإنتقالى و متفرعاته , و التى تتحدث عن مصادر التشريع و لها مثيلات في الدساتير السودان السابقة , و كل العالم العربي . يجب شطبها بالكامل في أى دستور قادم ذلك لتعارضها البين مع المادة 2 من ذات الدستور . حيث تمنح المادة الأخيرة الشعب حق السيادة و بالتالى التشريع لتنظيم معاملاته . أما إقرار الشريعة الإسلامية كمصدر التشريع من شأنه أن يصادر حق الشعب في إستخدام عقله و ثقافته ومحيطه الذى يعايشه . ليتبناه ثلة من قليلوا المعرفة عرفوا ب – رجال الدين - لينقلوا إلينا خلافات نظرية تضاخمت خلال ثلاثة عشر قرنا بإعتباره الشريعة , كما درسوها في الكتب الصفراء , لم يجرب أى من قواعدها فى الواقع المعاش , فلا هي أصلحت الأخلاق ولا أحسنت المعاملات .
عثمان واش
15 ديسمبر
الثلاثاء يونيو 21, 2016 5:43 pm من طرف مالك ادم
» لماذا نكتب ؟! ولماذا لا يكتبون
الثلاثاء يونيو 21, 2016 5:26 pm من طرف مالك ادم
» Inrtoduction to Midob Tribe
الخميس أكتوبر 23, 2014 9:10 am من طرف Rashid Abdelrhman Ali
» الشباب والنوع الاجتماعى
الأحد مايو 25, 2014 3:45 pm من طرف alika hassan
» رئاسة الجمهورية تصدر بيانا حول التناول السالب للقضايا الأمنية والعسكرية والعدلية
الثلاثاء مايو 20, 2014 2:08 pm من طرف مالك ادم
» مفهوم الردة في الإسلام
الإثنين مايو 19, 2014 2:54 pm من طرف مالك ادم
» عيد مبارك عليكم
الجمعة أكتوبر 25, 2013 5:54 am من طرف omeimashigiry
» التحضير للمؤتمر الجامع لقبيلة الميدوب
الأربعاء أكتوبر 16, 2013 1:33 pm من طرف Rashid Abdelrhman Ali
» ماذا يجب أن نفعله في رمضان؟
الأربعاء سبتمبر 11, 2013 11:26 pm من طرف مالك ادم