تعتبر منطقة دار ميدوب من اغنى الاقاليم السودانية من حيث الموارد الطبيعية سواء كانت ذلك ثروات في باطن الارض او ظاهرها من موارد حية و غير حية مع الوضع في الاعتبار ان كمية الثروة الحيوانية قد بدأت في التآكل منذ فجر السبعينيان من القرن الماضي متأثرة بموجات الجفاف التي ضربت الساحل الافريقي بصورة متكررة حتى اصبح الجزء الاكبر من هذا المجتمع بلا مصدر دخل يعتمد على الزراعة المطرية التقليدية الى حد بعيد و في المناطق غير الزراعية متمسكاً باراضي مورورثة لاكثر من جيل متجاهلاً تماماً ان الراعة في اطراف الوديان و الخيران حيث المجاري الموسمية انجح بكثير و بجهد اقل مما يبذله في تلك الاراضي المنهكة و الهالكة للطاقة و الزمن و الالات التقليدية و لو سألته عن نجاح اي موسم زراعي لاجابك باجابه عمرها تاريخ القبيلة نفسها و هي (ان شاء الله بطلعني من الشتاء)و لا يخطط لما بعد فصل الشتاء و النبي صلى الله عليه و سلم اشار في كثير من احاديثه الشريفة عن قوط العام و ليس الشتاء.هذا من جانب
و من جانب اخرى نجد ان الجزء الاقل من المجتمع بسط الله لهم بشيء من المال خاصة الابل و الضان بعد ان خرج اخر قطيع الابقار من دار ميدوب في النصف الاول من ثمانينيات القرن الماضي مع وجود بعض الجيوب هنا و هناك و لو تم توظيف هذه النعم لاغنى المجتمع عن الولاءات و الاعانات و الاغاثات و ما شاكله من لعب الزمان، و نسمع سنوياً ان فلاناً الف إبله (جعل الف رأس من الابل في ملكيته)كيف ، من أين و الى أين ؟ و اذا نظرنا الى شخصه و ذويه يوحي لك دون ذلك و الى المرافق العامة التي يستفيد منه و ابناؤه (مدارس،مراكز صحية و مصادر مياه)تجده يقول هذه مؤسسات حكومية ناسياً ان ليس للحكومة في مثل ذه المؤسسات عير و لا بعير.
يشير كل هذا الى ان المرض و الجوع و زيادة نسبة الوفيات في دار ميدوب و التي لا ينكرها كل من لا ينكر نور النهار و ظلمة الليل و لا يختلف حولها اثنين هي ليست و ليدة عدم وجود الموار بقدر ما انها وليدة سوء ادارة الموارد المتاحة و يحدث ذلك دائماً لاحد سببين هما: اولها عدم الوعي بالموارد المجتمعية لاي سبب من الاسباب و هذا هو مايحصل في الجتمع الميدوبي منذ فجر تاريخها و حتى الان. و ثانيها استخدام الموارد المجتمعية المتاحة بافراط دون التخطيط للمستقبل و مراعاة احتياجات الاجيال القادمة مما يجعل المشروعات مهددة بعدم الاستمرارية مثلما حدث على الشعب الهولندي في تنقيب بترولها من اعماق البحار حتى اصبحت مضرب مثل بالمرض الهولندي و كما حصل ذلك على النهر الصناعي العظيم في الجنوب الليبي.
و ما يزيد الطين بلة هو برنامج الحكومات المتعاقبة التي انهكت ليس فقط مجتمع الميدوب بل معظم الشعب السوداني اما بالوعود او بعدم وضوح برامجها خاصة التنموية منها. و اضف الى هذه النقطة انفسنا نحن المثقفون من ابناء المجتمع نفسه سواء كنا سياسيين او باحثين او مفكرين في شتى نواحي الحياة و ذلك لاننا لم نعد مجتهدين في تغيير سلوك مجتمعنا من سلوك استهلاكي الى سلوك انتاجي كما لم نعد نعمل مع مجتمعاتنا بعيداً عن وعود الحكومات .
و توجد هنالك مدارس متعددة اتبعتها المجتمعات المتقدمة كوسيلة و اداة للتغيير الاجتمماعي و التي كانت من اهم نتائجها هي الخروج من دائرة الفقر المدقع و التخلف الاجتماعي. و من اهم هذه الادوات : منهجية التلم و العمل بالمشالركة (PLA)و هي تساعد المجتمع في تخطيط تنفيذ ، متابعة و تقييم المشروعات المحلية بالمشارك و ادارة الموارد المتاحة بتدبيرها و حسن استخدامها مع ضمان الاستمرارية و عدم الاضرار باحتياجات الاجيال القادمةو كذلك ترتيب الاولويات حسب رغبة المجتمع و ليست الحكومات و الانتخابات و قد استخدممتها و ما زالت معظم الشعوب المتقدمة خاصة تلك التي خرجت من حروبات اهلية طاحنة. و يتطلب ذلك تنظيم المجتمع من خلال منظمات و جمعيات و شبكات المجتمع القاعدي من اجل بناء قدرات المجتمع و تأصيل العمل الجماعي و الطوعي من خلال الاستفادة من امكانات المنظمات العالمية و تجارب المنظمات المجتمعية الاخرى و ذلك لان تلك المنظمات العالمية الاممية و غيرها و العاملة في المجال الانساني توجهت بصورة مباشرة الى التعامل مع المنظمات المجتمعية القاعدية .
و ان ما اريد القول ختاماً هو ان عهد الانتظار و تلقي الخدمات المباشرة من الحكومات قد ولى و قد لاح في الافق عهد المبادرات و التفعيل الذاتي.
و شكراً ..... الى لقاء جديد
ابو انور – ممارس تنموي
و من جانب اخرى نجد ان الجزء الاقل من المجتمع بسط الله لهم بشيء من المال خاصة الابل و الضان بعد ان خرج اخر قطيع الابقار من دار ميدوب في النصف الاول من ثمانينيات القرن الماضي مع وجود بعض الجيوب هنا و هناك و لو تم توظيف هذه النعم لاغنى المجتمع عن الولاءات و الاعانات و الاغاثات و ما شاكله من لعب الزمان، و نسمع سنوياً ان فلاناً الف إبله (جعل الف رأس من الابل في ملكيته)كيف ، من أين و الى أين ؟ و اذا نظرنا الى شخصه و ذويه يوحي لك دون ذلك و الى المرافق العامة التي يستفيد منه و ابناؤه (مدارس،مراكز صحية و مصادر مياه)تجده يقول هذه مؤسسات حكومية ناسياً ان ليس للحكومة في مثل ذه المؤسسات عير و لا بعير.
يشير كل هذا الى ان المرض و الجوع و زيادة نسبة الوفيات في دار ميدوب و التي لا ينكرها كل من لا ينكر نور النهار و ظلمة الليل و لا يختلف حولها اثنين هي ليست و ليدة عدم وجود الموار بقدر ما انها وليدة سوء ادارة الموارد المتاحة و يحدث ذلك دائماً لاحد سببين هما: اولها عدم الوعي بالموارد المجتمعية لاي سبب من الاسباب و هذا هو مايحصل في الجتمع الميدوبي منذ فجر تاريخها و حتى الان. و ثانيها استخدام الموارد المجتمعية المتاحة بافراط دون التخطيط للمستقبل و مراعاة احتياجات الاجيال القادمة مما يجعل المشروعات مهددة بعدم الاستمرارية مثلما حدث على الشعب الهولندي في تنقيب بترولها من اعماق البحار حتى اصبحت مضرب مثل بالمرض الهولندي و كما حصل ذلك على النهر الصناعي العظيم في الجنوب الليبي.
و ما يزيد الطين بلة هو برنامج الحكومات المتعاقبة التي انهكت ليس فقط مجتمع الميدوب بل معظم الشعب السوداني اما بالوعود او بعدم وضوح برامجها خاصة التنموية منها. و اضف الى هذه النقطة انفسنا نحن المثقفون من ابناء المجتمع نفسه سواء كنا سياسيين او باحثين او مفكرين في شتى نواحي الحياة و ذلك لاننا لم نعد مجتهدين في تغيير سلوك مجتمعنا من سلوك استهلاكي الى سلوك انتاجي كما لم نعد نعمل مع مجتمعاتنا بعيداً عن وعود الحكومات .
و توجد هنالك مدارس متعددة اتبعتها المجتمعات المتقدمة كوسيلة و اداة للتغيير الاجتمماعي و التي كانت من اهم نتائجها هي الخروج من دائرة الفقر المدقع و التخلف الاجتماعي. و من اهم هذه الادوات : منهجية التلم و العمل بالمشالركة (PLA)و هي تساعد المجتمع في تخطيط تنفيذ ، متابعة و تقييم المشروعات المحلية بالمشارك و ادارة الموارد المتاحة بتدبيرها و حسن استخدامها مع ضمان الاستمرارية و عدم الاضرار باحتياجات الاجيال القادمةو كذلك ترتيب الاولويات حسب رغبة المجتمع و ليست الحكومات و الانتخابات و قد استخدممتها و ما زالت معظم الشعوب المتقدمة خاصة تلك التي خرجت من حروبات اهلية طاحنة. و يتطلب ذلك تنظيم المجتمع من خلال منظمات و جمعيات و شبكات المجتمع القاعدي من اجل بناء قدرات المجتمع و تأصيل العمل الجماعي و الطوعي من خلال الاستفادة من امكانات المنظمات العالمية و تجارب المنظمات المجتمعية الاخرى و ذلك لان تلك المنظمات العالمية الاممية و غيرها و العاملة في المجال الانساني توجهت بصورة مباشرة الى التعامل مع المنظمات المجتمعية القاعدية .
و ان ما اريد القول ختاماً هو ان عهد الانتظار و تلقي الخدمات المباشرة من الحكومات قد ولى و قد لاح في الافق عهد المبادرات و التفعيل الذاتي.
و شكراً ..... الى لقاء جديد
ابو انور – ممارس تنموي
الثلاثاء يونيو 21, 2016 5:43 pm من طرف مالك ادم
» لماذا نكتب ؟! ولماذا لا يكتبون
الثلاثاء يونيو 21, 2016 5:26 pm من طرف مالك ادم
» Inrtoduction to Midob Tribe
الخميس أكتوبر 23, 2014 9:10 am من طرف Rashid Abdelrhman Ali
» الشباب والنوع الاجتماعى
الأحد مايو 25, 2014 3:45 pm من طرف alika hassan
» رئاسة الجمهورية تصدر بيانا حول التناول السالب للقضايا الأمنية والعسكرية والعدلية
الثلاثاء مايو 20, 2014 2:08 pm من طرف مالك ادم
» مفهوم الردة في الإسلام
الإثنين مايو 19, 2014 2:54 pm من طرف مالك ادم
» عيد مبارك عليكم
الجمعة أكتوبر 25, 2013 5:54 am من طرف omeimashigiry
» التحضير للمؤتمر الجامع لقبيلة الميدوب
الأربعاء أكتوبر 16, 2013 1:33 pm من طرف Rashid Abdelrhman Ali
» ماذا يجب أن نفعله في رمضان؟
الأربعاء سبتمبر 11, 2013 11:26 pm من طرف مالك ادم