النوبيون القدماء من نمط الطوال ممتلئو الجسم يشبهون نوبة الجبال اليوم 0
اختلف الباحثون والأكاديميون الغربيون الذين اهتموا بالدراسات الاجتماعية والديموغرافية في السودان أمثال البروفسيور “سلجمان” والبروفسيور “نادل” والبروفيسور “إستيفن سين” وقد أيَدهم المؤرخ السوداني والباحث السوداني البروفسيور “يوسف فضل حسن” حول سكان جبال النوبة ومرتفعات الفونج وكان اختلافهم حول التساؤل عن مكونات هذا المجتع وهل هو نتاج وحدة عرقية واحدة تمتد غرباً لتشمل بعض مناطق دارفور، ويستدلون على ذلك بان الملامح العامة للنوبة والتكوين الجسماني لهم يختلف تماماً عن نوبة الشمال وينفي البروفيسور “سلجمان” الأصل المشترك لنوبة الشمال ونوبة الجبال، وعارض بشدة احتمال التشابه اللغوي اساساً وقد اكد ذلك في وصفه لنوبة الجبال ونوبة الشمال اذ يرى ان النوباوي ممتلئ الجسم والعضلات وشديد السمرة إلى درجة تبرر وصفه بأنه اسود البشرة، وان النوبي في الشمال نحيل ومتوسط القامة وبشرته سمراء خفيفة في كثير من الاحيان، وشعر سكان جبال النوبة مفلفل بينما شعر النوبيين مموج وتقاطيع وجههم لا تشبه التقاطيع الزنجية 0
أما الرواية الثانية التي يؤيدها كثير من الكتاب والباحثون السودانيون وكثير من مثقفي النوبة فهي ان سكان النوبة في الجبال هم جزء من القبائل النوبية المعروفة في الشمال والتي تشمل الآن قبائل الدناقلة والمحس والحلفاويون وغيرهم ويعتمد أصحاب هذا الرأي على أسانيد تاريخية وشواهد اجتماعية وثقافة مادية لمجموعات النوبة في كل من الشمال والجبال، وعلى مطابقة كثير من المفردات اللغوية المستخدمة هنا وهناك مما يدل على ان اصل لغتهم واساسها واحد، اضافة لوجود آثار للممالك أسسها النوبة في الشمال قبل هجرتهم الى الغرب 0
وفى ما يختص بقصة نزوحهم الى جبال النوبة فيرجعها البعض الى أن العرب الذين دخلوا السودان عن طريق مصر طردوا اثناء زحفهم في القرن الخامس عشر الميلادي النوبة الذين كانوا يستوطنون الجبال المنتشرة حول النيل من دنقلا وشمالاً حتى أسوان، فسلك النوبة طريق الصحراء ثم وجدوا في جبال النوبة اقصى جنوب كردفان ملاذاً وحصوناً طبيعية يحتمون بها من اي اعتداء عليهم، وقد عزا بعض هذه الهجرة الى غزو الحبشة لمملكة مروي وسقوطها وغزو الروم لمملكة نوباتيا وغزو مملكة سوبا واحتلال مملكة دنقلا مما جعل النوبة ينتشرون ويقصدون الجبال للإحتماء بها 0
ومن ناحية اللغة فقد ثبت علمياً علاقة اللهجات النوبية الحديثة في الشمال والجبال باللغة النوبية القديمة، وان اللهجات النوبية المنتشرة في المنطقتين اشكال لغوية (لهجات) للغة النوبية المشبعة بآثار اللغة المروية وغيرها من علاقات اثنوغرافية وتؤكد المسوح اللغوية ان اللغة النوبية تنتشر من أسوان شمالاً حتى الدبة (كورتي) ثم منطقة جبل حرازة (كاجا وكتول) في شمال كردفان وجبال النوبة وجبل ميدوب في دارفور, اما تعدد اللهجات فهو موجود في نوبة الشمال مثل ما هو موجود عند نوبة الجبال فالدناقلة وهم على مرمى حجر من سكوت المحس الذين يختلفون عنهم كثيراً في ما يقتربون من مجموعة “ الاجانج” في جبال النوبة الذين بدورهم يختلفون عن جيرانهم “الجيمانغ” الذين يقتربون في لغتهم الى المحس اكثر من جيرانهم “الاجانغ” رغم وحدة البيئة والمكان وجميع هذه المجموعات هي اشكال لاصل لغوي واحد مما يشير الى ان هذه المجموعات القبلية من اصل واحد 0
وكلمة “نوبا”.. و”نوبة” هى من أصل واحد وتشير الى لعنصر واحد فقد ذكر ابن خلدون انتشر عرب جهينة بين صعيد مصر الحدود الحبشية وكاثروا هنالك سائر الامم وغلبوا “النوبا” وفرقوا كلمتهم وازالوا ملكهم وحاربوا الى هذا العهد ومن المؤكد فان ابن خلدون انما يقصد نوبا الشمال وليس نوبا الجبال وذلك بقوله بين صعيد مصر والحدود الحبشية، مما يعني حسب ابن خلدون ان لا فرق بين كلمة “نوبا” و”نوبة 0
والأقرب إلى الواقع أن نقول إن اسمي “نوبا” و”نوبة” قد استخدما في الكتابات العربية من المجموعات النوبية المختلفة والسبب ان الحرفين “الاف والهاء” اذا وقعا نهاية المفردة غير العربية قد يحلان محل بعضهما البعض دون غضاضة تقول علوا وعلوه, بجا وبجه, سوبا وسوبه، وكلمة نوبة الشعب والثقافة ظاهرة قديمة قدم التاريخ النوبة بذاته, لقد كان أول من أطلقه عليهم المصريون في عهد الملك (أمنحات) وكانوا يعنون به اولئك الذين ينجمون عن الذهب جنوبي مصر وشمال مروي فاسم (نوبة) مشتق من كلمة (نبا) بمعنى الذهب، وعلى الرغم من ظهور بعض الاراء الحديثة التي ترفض ربط الكلمة باصلها المصري، فقد وجدت كلمة نوبة في كتابات “توتموسيس الاول” في توميس شمال كرمة النزل والثابت ان كلمة نونو هي اصل كلمة نوبة والتي تعني الذهب في اللغة النوبية الان 0
وأكدت الدراسات والبحوث التاريخية عن الصفات الزنجية عند نوبة الجبال أن النوبة أصلاً شعب أسود أجعد الشعر مفلفل يشبهون في مظهرهم نوبة الجبال اليوم.. ويقرر ذلك الباحث (ديري) بقوله: “النوبيون القدماء من نمط الطوال ممتلئو الجسم يشبهون نوبة الجبال اليوم من حيث الصفة الفيزيقية 0
إذن فقد ظل النوبة عبر تاريخهم يوصفون بالزنجية والافريقية تارة والنبتية المروية تارة أخرى إذ تطابق هذه المفاهيم ودلالتها على مضمون واحد فالناظر الى تصاوير المصريين القدماء يرى فيها افريقية واضحة وزنجية لاتخفي في الملامح والشعر والازياء والزينة ولايزال بعضهم في بعض انحاء السودان حالياً (جبال النوبة) من انهم سود زنج بالاضافة لبعض الرسومات التي انجزها المرويون لانفسهم على الجدران فضلاً عن مؤلفات الكتاب اليونانيين والرومان عن اوصاف السودانيين والشيء الذي يفهمه المرء مما تقدم هو استمرار الكوشية والمروية مع الصفتين الكوشية والافريقية 0
أجل انه من سواد النوبة أطل الجغرافيون والمؤرخون العرب أولئك الذين حكموا مصر حتى القرن السابع الميلادي اسم السودان أو بلاد السودان على الأرض والأمة وراء أسوان يعنون بهم النوبة والبجا وسكان غرب افريقيا وجنوب الصحراء الكبرى والحضارة شمل كل الأقاليم شمال البحيرات العظمى 0
أما الرواية الثانية التي يؤيدها كثير من الكتاب والباحثون السودانيون وكثير من مثقفي النوبة فهي ان سكان النوبة في الجبال هم جزء من القبائل النوبية المعروفة في الشمال والتي تشمل الآن قبائل الدناقلة والمحس والحلفاويون وغيرهم ويعتمد أصحاب هذا الرأي على أسانيد تاريخية وشواهد اجتماعية وثقافة مادية لمجموعات النوبة في كل من الشمال والجبال، وعلى مطابقة كثير من المفردات اللغوية المستخدمة هنا وهناك مما يدل على ان اصل لغتهم واساسها واحد، اضافة لوجود آثار للممالك أسسها النوبة في الشمال قبل هجرتهم الى الغرب 0
وفى ما يختص بقصة نزوحهم الى جبال النوبة فيرجعها البعض الى أن العرب الذين دخلوا السودان عن طريق مصر طردوا اثناء زحفهم في القرن الخامس عشر الميلادي النوبة الذين كانوا يستوطنون الجبال المنتشرة حول النيل من دنقلا وشمالاً حتى أسوان، فسلك النوبة طريق الصحراء ثم وجدوا في جبال النوبة اقصى جنوب كردفان ملاذاً وحصوناً طبيعية يحتمون بها من اي اعتداء عليهم، وقد عزا بعض هذه الهجرة الى غزو الحبشة لمملكة مروي وسقوطها وغزو الروم لمملكة نوباتيا وغزو مملكة سوبا واحتلال مملكة دنقلا مما جعل النوبة ينتشرون ويقصدون الجبال للإحتماء بها 0
ومن ناحية اللغة فقد ثبت علمياً علاقة اللهجات النوبية الحديثة في الشمال والجبال باللغة النوبية القديمة، وان اللهجات النوبية المنتشرة في المنطقتين اشكال لغوية (لهجات) للغة النوبية المشبعة بآثار اللغة المروية وغيرها من علاقات اثنوغرافية وتؤكد المسوح اللغوية ان اللغة النوبية تنتشر من أسوان شمالاً حتى الدبة (كورتي) ثم منطقة جبل حرازة (كاجا وكتول) في شمال كردفان وجبال النوبة وجبل ميدوب في دارفور, اما تعدد اللهجات فهو موجود في نوبة الشمال مثل ما هو موجود عند نوبة الجبال فالدناقلة وهم على مرمى حجر من سكوت المحس الذين يختلفون عنهم كثيراً في ما يقتربون من مجموعة “ الاجانج” في جبال النوبة الذين بدورهم يختلفون عن جيرانهم “الجيمانغ” الذين يقتربون في لغتهم الى المحس اكثر من جيرانهم “الاجانغ” رغم وحدة البيئة والمكان وجميع هذه المجموعات هي اشكال لاصل لغوي واحد مما يشير الى ان هذه المجموعات القبلية من اصل واحد 0
وكلمة “نوبا”.. و”نوبة” هى من أصل واحد وتشير الى لعنصر واحد فقد ذكر ابن خلدون انتشر عرب جهينة بين صعيد مصر الحدود الحبشية وكاثروا هنالك سائر الامم وغلبوا “النوبا” وفرقوا كلمتهم وازالوا ملكهم وحاربوا الى هذا العهد ومن المؤكد فان ابن خلدون انما يقصد نوبا الشمال وليس نوبا الجبال وذلك بقوله بين صعيد مصر والحدود الحبشية، مما يعني حسب ابن خلدون ان لا فرق بين كلمة “نوبا” و”نوبة 0
والأقرب إلى الواقع أن نقول إن اسمي “نوبا” و”نوبة” قد استخدما في الكتابات العربية من المجموعات النوبية المختلفة والسبب ان الحرفين “الاف والهاء” اذا وقعا نهاية المفردة غير العربية قد يحلان محل بعضهما البعض دون غضاضة تقول علوا وعلوه, بجا وبجه, سوبا وسوبه، وكلمة نوبة الشعب والثقافة ظاهرة قديمة قدم التاريخ النوبة بذاته, لقد كان أول من أطلقه عليهم المصريون في عهد الملك (أمنحات) وكانوا يعنون به اولئك الذين ينجمون عن الذهب جنوبي مصر وشمال مروي فاسم (نوبة) مشتق من كلمة (نبا) بمعنى الذهب، وعلى الرغم من ظهور بعض الاراء الحديثة التي ترفض ربط الكلمة باصلها المصري، فقد وجدت كلمة نوبة في كتابات “توتموسيس الاول” في توميس شمال كرمة النزل والثابت ان كلمة نونو هي اصل كلمة نوبة والتي تعني الذهب في اللغة النوبية الان 0
وأكدت الدراسات والبحوث التاريخية عن الصفات الزنجية عند نوبة الجبال أن النوبة أصلاً شعب أسود أجعد الشعر مفلفل يشبهون في مظهرهم نوبة الجبال اليوم.. ويقرر ذلك الباحث (ديري) بقوله: “النوبيون القدماء من نمط الطوال ممتلئو الجسم يشبهون نوبة الجبال اليوم من حيث الصفة الفيزيقية 0
إذن فقد ظل النوبة عبر تاريخهم يوصفون بالزنجية والافريقية تارة والنبتية المروية تارة أخرى إذ تطابق هذه المفاهيم ودلالتها على مضمون واحد فالناظر الى تصاوير المصريين القدماء يرى فيها افريقية واضحة وزنجية لاتخفي في الملامح والشعر والازياء والزينة ولايزال بعضهم في بعض انحاء السودان حالياً (جبال النوبة) من انهم سود زنج بالاضافة لبعض الرسومات التي انجزها المرويون لانفسهم على الجدران فضلاً عن مؤلفات الكتاب اليونانيين والرومان عن اوصاف السودانيين والشيء الذي يفهمه المرء مما تقدم هو استمرار الكوشية والمروية مع الصفتين الكوشية والافريقية 0
أجل انه من سواد النوبة أطل الجغرافيون والمؤرخون العرب أولئك الذين حكموا مصر حتى القرن السابع الميلادي اسم السودان أو بلاد السودان على الأرض والأمة وراء أسوان يعنون بهم النوبة والبجا وسكان غرب افريقيا وجنوب الصحراء الكبرى والحضارة شمل كل الأقاليم شمال البحيرات العظمى 0
الثلاثاء يونيو 21, 2016 5:43 pm من طرف مالك ادم
» لماذا نكتب ؟! ولماذا لا يكتبون
الثلاثاء يونيو 21, 2016 5:26 pm من طرف مالك ادم
» Inrtoduction to Midob Tribe
الخميس أكتوبر 23, 2014 9:10 am من طرف Rashid Abdelrhman Ali
» الشباب والنوع الاجتماعى
الأحد مايو 25, 2014 3:45 pm من طرف alika hassan
» رئاسة الجمهورية تصدر بيانا حول التناول السالب للقضايا الأمنية والعسكرية والعدلية
الثلاثاء مايو 20, 2014 2:08 pm من طرف مالك ادم
» مفهوم الردة في الإسلام
الإثنين مايو 19, 2014 2:54 pm من طرف مالك ادم
» عيد مبارك عليكم
الجمعة أكتوبر 25, 2013 5:54 am من طرف omeimashigiry
» التحضير للمؤتمر الجامع لقبيلة الميدوب
الأربعاء أكتوبر 16, 2013 1:33 pm من طرف Rashid Abdelrhman Ali
» ماذا يجب أن نفعله في رمضان؟
الأربعاء سبتمبر 11, 2013 11:26 pm من طرف مالك ادم