هذا المقال للاستاذة/ فكرية ابايزيد نشرت في سونا بتاريخ 4-8-2009م وقصدنا نشرها علي المنتدي للفائدة العامة نتمني القبول والرضا منها .
الخرطوم 4/8(سونا) ) تعرف المحميات الطبيعية بأنها مناطق محددة الأبعاد جغرافيا تفرض عليها الحماية بموجب قوانين خاصة بتحديد لأبعاد الجغرافية للمحميات
وكذلك قوانين غدارة موارد هذه المحميات وتعتبر اتفاقية لندن عام هى 1933 نقطة البداية لإنشاء مناطق محمية بالسودان ، وجاء ذلك الاهتمام من حقيقة تنوع الحياة الحيوانية في السودان نظراً لتنوع النظم الآيكولوجية وأنواع الحياة النباتية فلقد وأوضحت دراسات اجريت في العام 1956 بأن 224 من نوع وتحت النوع من الحيوانات بخلاف الخفافيش تنتمي إلى 91 جنساً قد تم وصفهم بالسودان
كما أن من بين 13 رتبة من الثديات في إفريقيا توجد 12 منها في السودان ويوجد بالسودان عدد من الحظائر القومية تصنف محمياتها ضمن المرتبة الثانية لتصنيف الاتحاد العالمي لصون الطبيعة ، ويقصد بها المناطق التي أنشئت من أجل حماية الحيوانات حماية كاملة ولا يسمح فيها بأي أنشطة إنسانية سوى للأغراض السياحية والترفيهية والتعليمية
وهي حظيرة الدندر القومية التي تعتبر من أهم مناطق الحياة البرية في شمال السودان والمنطقة العربية لأنها أقرب حظيرة عامة إفريقية لدول الشرق الأوسط وأوروبا وتحتوي على الحيوانات الممثلة للقارة الإفريقية.. ووادي هور وهو محمية طبيعية تنحدر من السفوح الغربية في دارفور وتشق الصحراء لتصب في مجرى النيل، يعج بالحياة النباتية والحيوانية، وكان البدو المتجولون في هضاب ومنعرجات الوادي وجلهم ينتمون لقبائل الزغاوة والبديات والقرعان في أقصى الجنوب الغربي، الميدوب والكبابيش النوراب والعطوية والزيادية في الوسط والهواوير عند طرفه الشمالي الشرقي، يتداخلون فيما بينهم دون عناء وتختلط مواشيهم بحيوانات الوادي الداجنة ويعرف صغارهم قبل الكبار بقر الوحش وأُم كبجو "الغزال الزرقاء" وغزال الريل والدورطاس (الغزال البيضاء) والنعام الأسود والنمور وكان فصل الخريف موسماً للفرح لسكان الوادي بشراً وحيوانات ونباتات وهذا ماورد فى تقرير للاستاذ فرح أمبدة وقال انه
لم يمض نصف قرن حتى بدأت رمال الصحراء في التراكم حتى غطت أجزاء مختلفة من حوض الوادي وفصلته إلى أجزاء قلما ترتبط ببعضها البعض بسبب قلة مياه الأمطار في المرتفعات العليا، ومع توالي سنوات الجفاف قلت الحيوانات البرية كماً ونوعاً ورحلت جنوبا كما جفت ينابيع كانت معروفة لسكانه وغادر أغلب البدو ِشقاق الوادي وازدادت هجرتهم إلى أعماق الجنوب الغربي وعند منحنيات النيل وأصبح معظمهم يقطنون في أطراف مدن دارفور وكردفان والشمالية والبعض منهم آثر البقاء في الواحات المتباعدة والمنعزلة تماماً مثل واحة جبرونة والعطرون وراهب وهناك من فضَّل العيش متنقلاً بين منحنيات الوادي التي ما زالت تحتفظ بجزء من سبل الحياة. وتعد ووادي هور من اكبر الوديان الواقعة في الصحراء الكبرى حيث ينحدر من مرتفعات ابنيدي التشادية وتغذية عدد من الاودية الوسيعة مثل وادي الطينة بالقرب من الحدود التشادية "منطقة دار الزغاوة" ووادي مجرور في بوادي الزيادية ووادي راهب في بوادي الكبابيش ويستمر في شق الصحراء التي تفصل بين ليبيا والسودان وعلى مسافة 1200 كلم ليصب في النيل في منطقة دنقلا العجوز في الولاية الشمالية حيث يطلق عليه سكان تلك المناطق وادي الملك. وادي هور يعد من أطول الأنهار في الصحراء الكبرى وكان فرعاً من النيل حتى عام 9500 ق.ب وعلى جنبات الوادي قامت حضارات ومدن يرجع تاريخها إلى آلاف السنين، يقول العالم الإنجليزي فريزر دارلنج أن دراسته التي اجراها في العام 1962كشفت في الجزء الأوسط من الوادي عن حضارة قديمة تعرف بحضارة (الاترينات) وهي من الحضارات المتميزة عن حضارة وادي النيل ويوجد 100 موقع Settlement dune وجد على سطحها الأدوات الحجرية والفخارية وهناك كهوف ورسومات على جدران المواقع السكنية ويرجح دارلنج أن تكون هذه الحضارة عاشت حوالى 4500 ق.م حيث كانت الظروف مهيأة والشاهد على ذلك "قلعة أبو حمد" التي تقع على بعد 100 كلم إلى الغرب من مدينة الدبة في الولاية الشمالية وهي قلعة مبينة من الحجر الرملي وحائطها عرضه 4 أمتار وهي أشبه بقلاع العهد المسيحي، بالإضافة إلى آثار درب الأربعين الذي يربط السودان الغربي بمصر. الآن غطت رمال الصحراء اسفح الوادي الذي كان في الماضي يعرف طريقه إلى نهر النيل كل عام من كل جانب وكان في السابق موئلاً لحضارات ومدن ما زالت آثارها باقية وهجرته قطعان الحيوانات الداجنة وغادرته خيام البدو بعد أن أصبحت منعرجاته ثكنات للجنود الذين تمردوا على السلطة، حتى كادت فكرة ضمه إلى قائمة المحمية الطبيعية العالمية ان تموت، الأمر الذي شكل قلقاً للمهتمين بالبيئة والمدركين لأهمية الوادي "ككنز ايكولوجي".. فالفكرة التي انتجها وسوقها علماء وباحثون من احدى اشهر الجامعات الألمانية منذ عقد الستينات قد تقضي عليها الحرب ويردمها التجاهل. وقبل ثلاث سنوات أعاد مهتمون بأمر البيئة من السودانيين فكرة "عزل وادي هوّر" ليكون محمية طبيعية بهدف إعادة الحياة إليه، وتلقفت الفكرة المنظمة السودانية للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو الوطنية" وتبنتها وزارة البيئة، وبالفعل بدأت في تجميع الدراسات السابقة واللاحقة فاستعانت في هذا الأمر بجامعة كولون الألمانية وقد قبلت الجامعة المعنية لجهة خبرتها السابقة ولان المشروع يدخل ضمن اهتماماتها في مجال مكافحة التصحر، وبالفعل أوفدت الجامعة علماءها للمساعدة في إجراء مسح ميداني استغرق حوالى ستة اشهر وشمل محيط الوادي من منحدراته في الحدود التشادية والأودية التي تغذيه والبيئة السكانية والثقافية والحياتية والتاريخية حتى مصبه عند الضفة الغربية للنيل، ولولا الحرب التي اندلعت لنجح علماء البيئة في استصدار قرار من الحكومة ومن برنامج الأمم المتحدة للبيئة بجعل الوادي محمية طبيعية عالمية حتى يتحصلوا على تمويل لعزله. يقول الدكتور معتصم بشير نمر ناشط في الجمعية السودانية لحماية البيئة: إن الاقتراح بإقامة محمية قومية للحياة البرية في وادي هور لم تكن فكرة جديدة فهي ترجع للعالم الإنجليزي فريزر دارلنج عندما اقترح في تقرير رفعه لحكومة السودان عام 1962م لحماية الحيوانات التي كانت تجوب الوادي في ذلك الوقت ومنها بقر الوحش وابوحراب وغزال ام كجو والتي بدأت أعدادها في التناقص منذ ذلك الوقت إلى أن اختفت تقريباً الآن، ويضيف.. في العام 1975 تقدم الإنجليزي د. لاميري بعد دراسة للمنطقة باقتراح تكوين محمية "محيط حيوي" في مناطق شمال كردفان وشمال دارفور ولكن الأمر بدا يؤخذ بصورة أكثر أهمية بعد تزايد الزحف الصحراوي على حوض الوادي وبعد أن زاد الاهتمام العالمي بالمحميات الطبيعية. ويسترسل معتصم وهو من علماء البيئة وكان عضواً في البعثة الألمانية السودانية التي قامت بإجراء الدراسة قبل ثلاثة أعوام تقريباً بقوله الدراسة الحالية وهي عبارة عن مسوحات ميدانية لمحيط الوادي من انحداراته إلى مصبه في الولاية الشمالية وقد شارك في وضعها باحثون من علماء البيئة الألمان "من جامعة كولون" وأساتذة جيولوجيون وعلماء، أثبتت أن منطقة الوادي تحتوي على مخزون كبير من المياه الجوفية وبالمنطقة مناطق جيولوجية ذات جذب سياحي مثل منطقة (زلط الحمار) وهي عبارة عن حجر رملي يرجع إلى العصر الكريتاوي الأعلى، وتوجد بالمنطقة بحيرات نادرة تضم الصخور الهشة وعدداً من الكثبان الرملية بأنواع مختلفة مثل الكثبان الهلالية والبرخانية كما توجد بها مناطق رخامية وأحزمة للجرانيت ومناطق للعطرون ومعدن البوكست، وكانت المسوحات غطت معظم المناطق التي تقع في النطاق الصحراوي والتي لا يتجاوز متوسط المطر سنويا فيها "75 ملم"، وبها غطاء نباتي شحيح للغاية في المجاري المائية ومنها نبات (الجزو) الذي يعتمد عليه الرعاة الرحل في فصل الشتاء، أما النباتات الأخرى مثل السرح والاندراب والهجليج والقفل والكلكل والمخيط وغيرها فتتواجد في الجزء الغربي حتى بداية نطاق شبه الصحراء حيث تزيد إلى حد ما نسبة معدلات هطول الأمطار، ومعلوم أن الصحراء تغطي جزءاً عظيماً من السودان الشمالي الغربي وكانت حتى منتصف القرن العشرين تجوبها أنواع من الحيوانات الداجنة مثل الغزلان والنعام والزراف ولكن في الوقت الحالي وبعد التغيرات التي أحدثها زحف الرمال الصحراوية وبسبب الحرب أصبحت هذه الحيوانات لا تكاد تشاهد. يقول نمر: خلال مسح المنطقة لم نشاهد الحيوانات التي كانت تعرف بها وذكرها عدد من الرحالة والمؤرخين الذين طافوا بالمنطقة قبل 200 عام، ولكن هناك قطعاناً من الغزلان ودب النمل وابوشوك والبعشوم والأرنب والحبارة والكوبرا والصبرة وعدد آخر من الحيوانات والطيور، وعن أهمية محمية وادي الطبيعية يقول إن المحميات الطبيعية عموماً لم تحظ بالاهتمام الكامل على مستوى العالم الا في العقود القليلة الماضية إذ لا تتعدى مساحتها حوالى 5% فقط من مساحة العام. أما السودان فقد عرف المحميات الطبيعية منذ عام 1935م وتغطي فقط 5% أيضاً من مساحته الكلية. ويضيف معتصم بالنسبة لمحمية وادي هور التي نسعى للاعتراف بها وحجزها ومن ثم البحث عن موارد مالية لإقامتها،و تكتسب أهمية بالغة خاصة وأنها تمثل البيئات الصحراوية التي لم يتوفر لها تمثيل في نظام المحميات الطبيعية في السودان وفي أفريقيا. بالإضافة إلى كونها تمثل بيئات نباتية متميزة تذكر بغابات السنط النهري في أعالي النيل وأشجار الحراز التي تحيط ببحيرة اندر وأشجار الطرفة في واحات العطرون والنخيل وأشجار الحراز والأراك في أوساط الوادي ونبات الحذو المنتشر شمالي واحة النخيلة "الأهم هو المحافظة والتعرف على المواقع الأثرية المهمة التي يتوقع أن تلقي الكثير من الإضاءات على تاريخ الحضارات القديمة في أفريقيا ف/أ
من سوناgoogle_protectAndRun("render_ads.js::google_render_ad", google_handleError, google_render_ad);
الثلاثاء يونيو 21, 2016 5:43 pm من طرف مالك ادم
» لماذا نكتب ؟! ولماذا لا يكتبون
الثلاثاء يونيو 21, 2016 5:26 pm من طرف مالك ادم
» Inrtoduction to Midob Tribe
الخميس أكتوبر 23, 2014 9:10 am من طرف Rashid Abdelrhman Ali
» الشباب والنوع الاجتماعى
الأحد مايو 25, 2014 3:45 pm من طرف alika hassan
» رئاسة الجمهورية تصدر بيانا حول التناول السالب للقضايا الأمنية والعسكرية والعدلية
الثلاثاء مايو 20, 2014 2:08 pm من طرف مالك ادم
» مفهوم الردة في الإسلام
الإثنين مايو 19, 2014 2:54 pm من طرف مالك ادم
» عيد مبارك عليكم
الجمعة أكتوبر 25, 2013 5:54 am من طرف omeimashigiry
» التحضير للمؤتمر الجامع لقبيلة الميدوب
الأربعاء أكتوبر 16, 2013 1:33 pm من طرف Rashid Abdelrhman Ali
» ماذا يجب أن نفعله في رمضان؟
الأربعاء سبتمبر 11, 2013 11:26 pm من طرف مالك ادم