لقد تمكنت مجموعة من الميدوب منذ أوائل الثلاثنيات للوصول الي واحة العطرون والنخيل وكانوا يصيدون حيوانات الظباء
(تورحي) ، والتيتل (ثاني) في بطون وادي هور وعثروا على الواحة ، ورأي آخر يشير الي أنهم يدركون سلفاً بوجود تلك الواحة من خلال الحقبة الأجدادية عبر التاريخ أبان هجرتهم من دنقلا العرضة تحديداً مناطق أقدي – أنقوري – كودي – قري – آرقو – سوري – آرتي قاشا – آرتي مري وإستوطنوا في تلك البقعة منذ قرون في التاريخ الماضي وسلكوا عبر الصحراء متتبعين لآثار أسلافهم الي حقول العطرون وتؤكد على ذلك بقايا آثار مستوطنات قديمة موجودة حتى الآن .. وبعد تحديد مكان تلك الواحات أصبحوا يُسيرون رحلات منتظمة ، وإنطلقت أولى رحلات قوافل العطرون في بداية الأربعينات من القرن الماضي من دار الميدوب بواسطة الجمال الي واحة العطرون الواقعة في أقصى الشمال الشرقي لجبال الميدوب وهى تحد من الشمال الغربي واحة النخيل ، كرب التوم ، وغرباً هضبة الراهب ، وشرقاً دنقلاً والدبة .. وطبيعة واحة العطرون عبارة عن منخفضات تتكون من الصخور الملحية ، و ينمو خام العطرون على شكل ألواح حجرية أو صخرية تحت التربة ومخلوط بالمياه ، وكذلك توجد ترسبات عطرونية فوق سطح الأرض على شكل مكعبات أكثر صلابة .. أي أنه سلسلة أحجار ترابية تكونت بفعل تأثير ملوحة المياه مع تداخل العوامل الفيزيولوجية بسبب الحرارة والأملاح والبرودة وتبخر المياه ، فعندما يبرد ويتجمد نتيجة الهواء المشبع بالرطوبة تتكون مادة العطرون في سطح الأرض وباطنها ، وتوجد كميات كبيرة من العطرون موزعة على نطاق واسع حول أجزاء الواحة ، ولكن تضاءل معدل إنتاجية العطرون في الأونة الآخيرة بسبب كثرة النشاط عليه ، و توفر وسائل وأدوات متطورة تستخدم في عمليات الحفر والإستخراج ، وكثرة الطلب عليه بشكلٍ لايغطي طلبيات السوق .. مما ساعد على إرتفاع أسعار هذه السلعة الضرورية .. وللعطرون إمتيازات متفاوتة حسب الجودة ، وأنواعه المتعددة من حيث الشكل والحجم ، ومنه الأبيض والأحمر الأكثر شيوعاً .. ويتم نزع العطرون من التربة مباشرة على اعماق بسيطة ومنخفضة وفقاً لطبيعة القاع .. وكان ينقل العطرون على ظهور الجمال عبر مناطق الحارة ، جبل عيسى ، عين بساروا ، وتتوقف قوافل العطرون عند أبار مطز (سجو) ، والراهب للحصول على الماء في رحلة العودة والذهاب .. ثم تتواصل المسيرة ، والرحلة متعبة وطويلة بسبب الجو الحار الذي جعل السفر شاقاً ومملاً عبر أرض صحراوية قاحلة لا يرى فيها المسافر أي معالم بارزة ، وفقد العديد من الأشخاص بسبب أهوال الصحراء التي تُضلل المسار .. وتستغرق عملية إستخراج العطرون أسبوعين ، وتتطلب عملاً صعباً يحتاج الي جهد كبير تحت حرارة الشمس الساطعة والرياح ، أو مع قساواة فصل الشتاء البارد .. والجدير بالذكر أن هنالك رجال لعبوا دوراً بارزاً بالمشاركة في لجنة ترسيم الحدود بين السودان وليبيا في الحرب العالمية الثانية ومنهم مارين شمس ، عبد الله درقة ، باب الله التوم ، موسى جماع ، حسن عبد الله .. وأيضاً من أبرز خبراء الصحراء الذين تركوا بصماتهم في خدمة المجتمع السودانية عبر الصحاري السودانية الليبية في الخمسينات والستينات نذكر منهم عيسى عبد الله الذي يقال انه في إحدى جولاته الي ليبيا دفن شئ ما في الصحراء وحدد ذلك المكان بعد سنين طويله وهو داخل طائرة عابراً الصحراء الي السودان ، وكذلك من أوائل الخبراء موسى سنين ، آدم جمل ، صديق جدو ، أبكر فوري ، عبد الله عبد السيد ، خميس محمد ، آدم حسن ، أبكر ود تيادة ... الخ . وكان يُجلب العطرون من أجل إطعام المواشي نظراً لخصائصه المفيدة في تغذيتها ، ولا تجد العطرون في أي مناطق آخر من السودان .. و دخل إكتشاف العطرون في العادات والتقاليد الشعبية ، وتقام المهرجانات وتنحر النوق تكريماً للأبطال بعد عودتهم من عناء الرحلات الطويلة في الصحراء .. وعملية إكتشاف العطرون لها أهمية كبيرة في حياة الإنسان باعتباره دواءاً مفيداً جداً لمرضى السكري والجيوب الأنفية ، كما يساعد في حالات الحرقان ، آلام البطن ، الجروح الحادة و الأمراض الجلدية ، ونورد الوصفة العلاجية كما يلي : حرق العطرون بالنار ثم سحنه ليصبح مسحوقاً ، ثم يضاف إليه عصير الليمون .. ومادة العطرون غنية بمعادن الكالسيوم والبوتاسيوم والحديد والصوديوم .. وقد كانت تجارة العطرون حكراً على الميدوب في بداية القرون الماضية ، حيث لم تكن أهمية العطرون بذلك الوقت معروفة لدى الكثير من المجتمعات .. وكانت تأتي قبائل البرتى ، الزيادية ، الزغاوة ، الكبابيش الي سوق المالحة لشراء العطرون والجندقة ، ثم توسعت استخدامات العطرون داخل السودان وخارجه ، وانتشرت أسواق العطرون في مختلف أنحاء المدن السودانية كالفاشر ، نيالا ، الجنينة ، الأبيض ، ام درمان ، الدبة ، دنقلا ، بورتسودان .. وفي منتصف السبعينات بفضل قيادة السائق أدم حيدربي تمكنت أول شاحنة تحمل عطرون من عبور تلال من الأحواض الرملية ، وتصل الي مليط ، وتدافق الناس لمشاهدتها لانه غير مألوف في لك الوقت .. ثم بعد ذلك استمرت الشاحنات الي يومنا هذا تلبي إحتياجات السوق ، وبهذا الإستكشاف لعبت الموارد العطرونية دوراً مهماً على الصعيد الإقتصادي والإجتماعي للسودان ، وإزدهرت تجارة العطرون حتى في الدول المجاورة للسودان
(تورحي) ، والتيتل (ثاني) في بطون وادي هور وعثروا على الواحة ، ورأي آخر يشير الي أنهم يدركون سلفاً بوجود تلك الواحة من خلال الحقبة الأجدادية عبر التاريخ أبان هجرتهم من دنقلا العرضة تحديداً مناطق أقدي – أنقوري – كودي – قري – آرقو – سوري – آرتي قاشا – آرتي مري وإستوطنوا في تلك البقعة منذ قرون في التاريخ الماضي وسلكوا عبر الصحراء متتبعين لآثار أسلافهم الي حقول العطرون وتؤكد على ذلك بقايا آثار مستوطنات قديمة موجودة حتى الآن .. وبعد تحديد مكان تلك الواحات أصبحوا يُسيرون رحلات منتظمة ، وإنطلقت أولى رحلات قوافل العطرون في بداية الأربعينات من القرن الماضي من دار الميدوب بواسطة الجمال الي واحة العطرون الواقعة في أقصى الشمال الشرقي لجبال الميدوب وهى تحد من الشمال الغربي واحة النخيل ، كرب التوم ، وغرباً هضبة الراهب ، وشرقاً دنقلاً والدبة .. وطبيعة واحة العطرون عبارة عن منخفضات تتكون من الصخور الملحية ، و ينمو خام العطرون على شكل ألواح حجرية أو صخرية تحت التربة ومخلوط بالمياه ، وكذلك توجد ترسبات عطرونية فوق سطح الأرض على شكل مكعبات أكثر صلابة .. أي أنه سلسلة أحجار ترابية تكونت بفعل تأثير ملوحة المياه مع تداخل العوامل الفيزيولوجية بسبب الحرارة والأملاح والبرودة وتبخر المياه ، فعندما يبرد ويتجمد نتيجة الهواء المشبع بالرطوبة تتكون مادة العطرون في سطح الأرض وباطنها ، وتوجد كميات كبيرة من العطرون موزعة على نطاق واسع حول أجزاء الواحة ، ولكن تضاءل معدل إنتاجية العطرون في الأونة الآخيرة بسبب كثرة النشاط عليه ، و توفر وسائل وأدوات متطورة تستخدم في عمليات الحفر والإستخراج ، وكثرة الطلب عليه بشكلٍ لايغطي طلبيات السوق .. مما ساعد على إرتفاع أسعار هذه السلعة الضرورية .. وللعطرون إمتيازات متفاوتة حسب الجودة ، وأنواعه المتعددة من حيث الشكل والحجم ، ومنه الأبيض والأحمر الأكثر شيوعاً .. ويتم نزع العطرون من التربة مباشرة على اعماق بسيطة ومنخفضة وفقاً لطبيعة القاع .. وكان ينقل العطرون على ظهور الجمال عبر مناطق الحارة ، جبل عيسى ، عين بساروا ، وتتوقف قوافل العطرون عند أبار مطز (سجو) ، والراهب للحصول على الماء في رحلة العودة والذهاب .. ثم تتواصل المسيرة ، والرحلة متعبة وطويلة بسبب الجو الحار الذي جعل السفر شاقاً ومملاً عبر أرض صحراوية قاحلة لا يرى فيها المسافر أي معالم بارزة ، وفقد العديد من الأشخاص بسبب أهوال الصحراء التي تُضلل المسار .. وتستغرق عملية إستخراج العطرون أسبوعين ، وتتطلب عملاً صعباً يحتاج الي جهد كبير تحت حرارة الشمس الساطعة والرياح ، أو مع قساواة فصل الشتاء البارد .. والجدير بالذكر أن هنالك رجال لعبوا دوراً بارزاً بالمشاركة في لجنة ترسيم الحدود بين السودان وليبيا في الحرب العالمية الثانية ومنهم مارين شمس ، عبد الله درقة ، باب الله التوم ، موسى جماع ، حسن عبد الله .. وأيضاً من أبرز خبراء الصحراء الذين تركوا بصماتهم في خدمة المجتمع السودانية عبر الصحاري السودانية الليبية في الخمسينات والستينات نذكر منهم عيسى عبد الله الذي يقال انه في إحدى جولاته الي ليبيا دفن شئ ما في الصحراء وحدد ذلك المكان بعد سنين طويله وهو داخل طائرة عابراً الصحراء الي السودان ، وكذلك من أوائل الخبراء موسى سنين ، آدم جمل ، صديق جدو ، أبكر فوري ، عبد الله عبد السيد ، خميس محمد ، آدم حسن ، أبكر ود تيادة ... الخ . وكان يُجلب العطرون من أجل إطعام المواشي نظراً لخصائصه المفيدة في تغذيتها ، ولا تجد العطرون في أي مناطق آخر من السودان .. و دخل إكتشاف العطرون في العادات والتقاليد الشعبية ، وتقام المهرجانات وتنحر النوق تكريماً للأبطال بعد عودتهم من عناء الرحلات الطويلة في الصحراء .. وعملية إكتشاف العطرون لها أهمية كبيرة في حياة الإنسان باعتباره دواءاً مفيداً جداً لمرضى السكري والجيوب الأنفية ، كما يساعد في حالات الحرقان ، آلام البطن ، الجروح الحادة و الأمراض الجلدية ، ونورد الوصفة العلاجية كما يلي : حرق العطرون بالنار ثم سحنه ليصبح مسحوقاً ، ثم يضاف إليه عصير الليمون .. ومادة العطرون غنية بمعادن الكالسيوم والبوتاسيوم والحديد والصوديوم .. وقد كانت تجارة العطرون حكراً على الميدوب في بداية القرون الماضية ، حيث لم تكن أهمية العطرون بذلك الوقت معروفة لدى الكثير من المجتمعات .. وكانت تأتي قبائل البرتى ، الزيادية ، الزغاوة ، الكبابيش الي سوق المالحة لشراء العطرون والجندقة ، ثم توسعت استخدامات العطرون داخل السودان وخارجه ، وانتشرت أسواق العطرون في مختلف أنحاء المدن السودانية كالفاشر ، نيالا ، الجنينة ، الأبيض ، ام درمان ، الدبة ، دنقلا ، بورتسودان .. وفي منتصف السبعينات بفضل قيادة السائق أدم حيدربي تمكنت أول شاحنة تحمل عطرون من عبور تلال من الأحواض الرملية ، وتصل الي مليط ، وتدافق الناس لمشاهدتها لانه غير مألوف في لك الوقت .. ثم بعد ذلك استمرت الشاحنات الي يومنا هذا تلبي إحتياجات السوق ، وبهذا الإستكشاف لعبت الموارد العطرونية دوراً مهماً على الصعيد الإقتصادي والإجتماعي للسودان ، وإزدهرت تجارة العطرون حتى في الدول المجاورة للسودان
في مستهل المطالبة بشأن قيام اقليم جبال الميدوب والذي أوضحنا فيها الفكرة الأساسية القائمة عليها تلك الدعوة بمقال سابق عبر سودانيز أون لاين بتاريخ 25 ديسمبر 2008 .. كما أن قرارات رئيس الجمهورية الداعي بزيادة عدد ولايات دارفور تلبي تطلعاتنا على رغم تخوف البعض من خطط التقسيم أن تؤدي الي التفتيت ، ولكن أرى انها تمثل أفضل بديل لعلاج مصائب دارفور ، ومن اجل اعادة الاستقرار واستقامة التوازن التنموي كان لابد من توزيع السلطة والثروات للشعب فمثلاً هناك عشرة ولايات في الجنوب فلماذا لا تكون ستة ولايات في دارفور فإن التحدى يقوم على جهود أبنائها في تحقيق تنمية اقليمهم وحتى يساهم ابنائها حيال التنمية والتطور لمجتمعاتها بالعزيمة والإرادة والتخطيط والعمل في مواجهة تحديات التنمية ، و بدلاً من الاعتماد على السلطة المركزية علينا تأميم مواردنا التي تذهب الي خارج الولاية ، ثم التوجه في دعم المشروعات التنموية وواثقون من اننا سنكون اكثر ثراءاً من الخرطوم .. بالنسبة الي اهتمامنا حول التركيز على قيام اقليم جبال الميدوب نقدم فيما يلي تحليل الخصائص الأساسية التي تشكل صورة هذا الاقليم :
أولاً العوامل الجغرافية والسكانية
الموقع :
يقع اقليم جبال الميدوب في الجزء الشمالي لولاية شمال دارفور وتمتد حدوده جنوباً من دار البرتي والزيادية ثم غرباً مع كتم ومن الشرق دار كبابيش وهناك الولاية الشمالية في الشمال الشرقي وتتسع اجزائه الصحراوية على حدود مصر وليبيا وتمثل اكثر اتساعاً من ولاياتي جنوب وغرب دارفور .
التركيبة السكانية :
يقدر عدد السكان بواقع 250 ألف نسمة موزعين في المدن والوحدات الريفية وعلى سفوح التلال والجبال ويشهد الأقليم تزايد في النمو السكاني ، ويكون النسيج الإجتماعي بالمنطقة مجموعة من القبائل منهم البرتي ، الزيادية ، الكبابيش ، الزغاوة ، الفور ، الفلاتة ، الحمر ، المعاليا ، التنجر ، و الداجو حيث يتمتعون بالاستقرار ويشكلون جزءاً من السكان الأصليين (الميدوب).
ثانياً : نظام الحكم والإدارة
نظام السلطة ملكي وراثي وينتقل الحكم الي ابن الأخت ، وملكهم الحالي هو توم محمد جامع خير وتتسم العملية الإدارية بدرجة عالية من التنظيم والدقة نتيجة التزامهم بقيم التقاليد المتوارثة من اسلافهم القدماء ، ويتم تقسيم النظام الإداري بين وحدات إدارية متعددة لها مسؤوليات وواجبات تنفيذية وقضائية في نطاق وحداتها الإدارية اي رقعتها الجغرافية (الحيز المكاني ) ، وتخضع جميع هذه الدوائر الإدارية الي سلطة الملك ( سركي ) باعتباره صاحب القرار داخل كيان جبال الميدوب ، ويتكون الهيكل الإداري من 11 عمودية و 220 شيخ وخمسة وحدات ادارية و 37 مجلس قرية .
وقصة قدوم الميدوب الي هذا الجزء يعود الي ما قبل ثلاثمائة الف عام ، وقيل انهم من رماة السهام وكانوا يبحثون عن الصيد على سهول الحوض النوبي الممتدة الي واحة العطرون وادي هور والملك حتى عثروا على تلك المنطقة .. وعندما تفككت مملكتهم بسبب النزاعات الاسرية على الملكية ادت الي سيطرة الفراعنة المصرية على الدولة وجلبوا عوائلهم بقطعانهم على مرحلتين واستقروا فيها .. وقد شهدت المنطقة 16 ملك ولم ينقطع اتصالهم عن اتباعهم في دنقلا الي يومنا هذا .
ثالثاً :الثقافة والتراث
البنية الحضارية والثقافية للمجتمع الميدوبي تعود الي بداية الحقبة الكوشية وهذه المنطقة غنية بإرثها التاريخي والثقافي ويحتفظون بعاداتهم وتقاليدهم القديمة ، وعند دراسة ثقافة الميدوب نستطيع ان نفسر نظام النخبة الكوشية ويتجلى ذلك في عاداتهم ولغتهم وطريقة دفن موتاهم ومعتقداتهم حيث كانوا يعبدون في القديم اله " تله " المذكور في الانجيل وكان الاله الحقيقي لملوك الكوشيين وهناك معابد الآلهة " تله يوهنه" يعني الدعاء ويتضرعون عند " ابرع" الأماكن المقدسة وتقدم قرابين له بشروط وقوانين يجب ان تتمسك بتقاليدها ، وهذا التراث اندثر عند الكثير من المجموعات النوبية الذين يدعون بأصالتهم انتسابهم الي الثقافة الكوشية .. ويهتم المجتمع الميدوبي كذلك بالفنون والالعاب الشعبية التي تتنوع وفقاً للمناسبات والمواقف التي تقام من اجلها ، ومن اكثر الالعاب شعبية نجد رقصات البازا ، السجو ، السر ب ة ، طور وغيرها .. ورقصة البازا عبارة عن مهرجان سنوي للتراث ويأخذ التحضير له مدة ثلاث اشهر وتقام فيه عروض متعددة يتنافس فيها المشاركون وتوزع الجوائز على الفائزين .. فان محبي فن البازا يأتون اليه من مختلف المناطق للوقوف الي جانب فرقهم التراثية على سبيل المثال فرقة ايجو للتراث ، فرقة تورتنا دوة ، كُندات ، بديات ، شخاخة ، الخ ... وتستمر فعاليات مهرجان البازا شهرا
رابعاً :الموارد الطبيعية
يمتلك امكانيات هائلة من الموارد الطبيعية وهى منطقة رعوية وزراعية ، ويمتع بأراضي زراعية خصبة واسعة ، وينتشر الكثير من المشاريع الزراعية اهمها مشروع ام بياضا الزراعي ويعد ثالث اكبر مشروع زراعي في السودان وتتميز اراضيه بخصوبة عالية ويوجد تحتها احواض جوفية غنية بالمياه يصل عمقها 6 امتار فقط ! بالاضافة الى مشروع حوض جبل عيسى وهو جاهز لايحتاج الي دراسات جدوى ، إذا استغلت هذه المشروعات فسوف تسهم في النهوض بتطوير المنطقة كما يمكن ان تغطي احتياجات الدولة .. كذلك لدي الاقليم ا مكانيات سياحية تتمثل في طبيعته الخلابة من جبال ووديان وسهول واحات وصحاري ، كما تعد البحرية الوردية عاملاً للجذب السياحي ، ايضاً فان المنطقة تعتبر موطناً ملائماً للغزلان وخراف الجبال والطيور المتنوعة ، ومن هنا نناشد بضرورة حماية تلك الحياة البرية للاستفادة من الثروة السياحية .. ويحتوي الأقليم كذلك على معادن كثيرة حسب دراسة البيئة الجيلوجية توجد خامات الحديد والكروم بكميات كبيرة والحجر البازلتي الذي يصلح في بناء المنازل والطرق فضلاً عن الموارد العطرونية ، وتشير المعلومات الجيلوجية ان المنطقة غنية بمخزون ضخم من النفط والغاز الطبيعي في مواقع متعددة لاسيما على ضفاف البحيرة البركانية حول الصخور وفي تلال اسنان كندة ، سهول افروة ، واحة العطرون ، النخيل ، الكرب والراهب ويطلق عليه اختصاراً مربع B 1 2 أو ما يعرف بالحوض النوبي على حزام صحراء الميدوب واستناداً الي المعلومات المتوفرة عن هذه البيئة ستصبح اكبر منتج للنفط والغاز في السودان خلال السـنوات المقبلة .
فان ما قدمناه من مميزات و خصائص حول اقليم الميدوب يعطي مؤشراً ايجابياً لانتعاش الإقتصاد السوداني ، ويسهم بالخير والتقدم للامة السودانية ، وكذلك يبرز اهمية المنطقة في كفاءتها الإدارية ومساحتها الواسعة وثقلها السكاني ومكانتها الاقتصادية والثقافية ، مما يؤهلها لان تصبح ولاية ناجحة تنهض بمسؤولياتها في التنمية وتحقيق الأمن والسلام ، وجاهزون للمهمة .
عبد الله سليمان
انجلترا
15 فبراير 2009
نقلا عن موقع سودانيز اون لاين
عبد الله سليمان عبد الله
انجلترا 1 يوليو 2007
أولاً العوامل الجغرافية والسكانية
الموقع :
يقع اقليم جبال الميدوب في الجزء الشمالي لولاية شمال دارفور وتمتد حدوده جنوباً من دار البرتي والزيادية ثم غرباً مع كتم ومن الشرق دار كبابيش وهناك الولاية الشمالية في الشمال الشرقي وتتسع اجزائه الصحراوية على حدود مصر وليبيا وتمثل اكثر اتساعاً من ولاياتي جنوب وغرب دارفور .
التركيبة السكانية :
يقدر عدد السكان بواقع 250 ألف نسمة موزعين في المدن والوحدات الريفية وعلى سفوح التلال والجبال ويشهد الأقليم تزايد في النمو السكاني ، ويكون النسيج الإجتماعي بالمنطقة مجموعة من القبائل منهم البرتي ، الزيادية ، الكبابيش ، الزغاوة ، الفور ، الفلاتة ، الحمر ، المعاليا ، التنجر ، و الداجو حيث يتمتعون بالاستقرار ويشكلون جزءاً من السكان الأصليين (الميدوب).
ثانياً : نظام الحكم والإدارة
نظام السلطة ملكي وراثي وينتقل الحكم الي ابن الأخت ، وملكهم الحالي هو توم محمد جامع خير وتتسم العملية الإدارية بدرجة عالية من التنظيم والدقة نتيجة التزامهم بقيم التقاليد المتوارثة من اسلافهم القدماء ، ويتم تقسيم النظام الإداري بين وحدات إدارية متعددة لها مسؤوليات وواجبات تنفيذية وقضائية في نطاق وحداتها الإدارية اي رقعتها الجغرافية (الحيز المكاني ) ، وتخضع جميع هذه الدوائر الإدارية الي سلطة الملك ( سركي ) باعتباره صاحب القرار داخل كيان جبال الميدوب ، ويتكون الهيكل الإداري من 11 عمودية و 220 شيخ وخمسة وحدات ادارية و 37 مجلس قرية .
وقصة قدوم الميدوب الي هذا الجزء يعود الي ما قبل ثلاثمائة الف عام ، وقيل انهم من رماة السهام وكانوا يبحثون عن الصيد على سهول الحوض النوبي الممتدة الي واحة العطرون وادي هور والملك حتى عثروا على تلك المنطقة .. وعندما تفككت مملكتهم بسبب النزاعات الاسرية على الملكية ادت الي سيطرة الفراعنة المصرية على الدولة وجلبوا عوائلهم بقطعانهم على مرحلتين واستقروا فيها .. وقد شهدت المنطقة 16 ملك ولم ينقطع اتصالهم عن اتباعهم في دنقلا الي يومنا هذا .
ثالثاً :الثقافة والتراث
البنية الحضارية والثقافية للمجتمع الميدوبي تعود الي بداية الحقبة الكوشية وهذه المنطقة غنية بإرثها التاريخي والثقافي ويحتفظون بعاداتهم وتقاليدهم القديمة ، وعند دراسة ثقافة الميدوب نستطيع ان نفسر نظام النخبة الكوشية ويتجلى ذلك في عاداتهم ولغتهم وطريقة دفن موتاهم ومعتقداتهم حيث كانوا يعبدون في القديم اله " تله " المذكور في الانجيل وكان الاله الحقيقي لملوك الكوشيين وهناك معابد الآلهة " تله يوهنه" يعني الدعاء ويتضرعون عند " ابرع" الأماكن المقدسة وتقدم قرابين له بشروط وقوانين يجب ان تتمسك بتقاليدها ، وهذا التراث اندثر عند الكثير من المجموعات النوبية الذين يدعون بأصالتهم انتسابهم الي الثقافة الكوشية .. ويهتم المجتمع الميدوبي كذلك بالفنون والالعاب الشعبية التي تتنوع وفقاً للمناسبات والمواقف التي تقام من اجلها ، ومن اكثر الالعاب شعبية نجد رقصات البازا ، السجو ، السر ب ة ، طور وغيرها .. ورقصة البازا عبارة عن مهرجان سنوي للتراث ويأخذ التحضير له مدة ثلاث اشهر وتقام فيه عروض متعددة يتنافس فيها المشاركون وتوزع الجوائز على الفائزين .. فان محبي فن البازا يأتون اليه من مختلف المناطق للوقوف الي جانب فرقهم التراثية على سبيل المثال فرقة ايجو للتراث ، فرقة تورتنا دوة ، كُندات ، بديات ، شخاخة ، الخ ... وتستمر فعاليات مهرجان البازا شهرا
رابعاً :الموارد الطبيعية
يمتلك امكانيات هائلة من الموارد الطبيعية وهى منطقة رعوية وزراعية ، ويمتع بأراضي زراعية خصبة واسعة ، وينتشر الكثير من المشاريع الزراعية اهمها مشروع ام بياضا الزراعي ويعد ثالث اكبر مشروع زراعي في السودان وتتميز اراضيه بخصوبة عالية ويوجد تحتها احواض جوفية غنية بالمياه يصل عمقها 6 امتار فقط ! بالاضافة الى مشروع حوض جبل عيسى وهو جاهز لايحتاج الي دراسات جدوى ، إذا استغلت هذه المشروعات فسوف تسهم في النهوض بتطوير المنطقة كما يمكن ان تغطي احتياجات الدولة .. كذلك لدي الاقليم ا مكانيات سياحية تتمثل في طبيعته الخلابة من جبال ووديان وسهول واحات وصحاري ، كما تعد البحرية الوردية عاملاً للجذب السياحي ، ايضاً فان المنطقة تعتبر موطناً ملائماً للغزلان وخراف الجبال والطيور المتنوعة ، ومن هنا نناشد بضرورة حماية تلك الحياة البرية للاستفادة من الثروة السياحية .. ويحتوي الأقليم كذلك على معادن كثيرة حسب دراسة البيئة الجيلوجية توجد خامات الحديد والكروم بكميات كبيرة والحجر البازلتي الذي يصلح في بناء المنازل والطرق فضلاً عن الموارد العطرونية ، وتشير المعلومات الجيلوجية ان المنطقة غنية بمخزون ضخم من النفط والغاز الطبيعي في مواقع متعددة لاسيما على ضفاف البحيرة البركانية حول الصخور وفي تلال اسنان كندة ، سهول افروة ، واحة العطرون ، النخيل ، الكرب والراهب ويطلق عليه اختصاراً مربع B 1 2 أو ما يعرف بالحوض النوبي على حزام صحراء الميدوب واستناداً الي المعلومات المتوفرة عن هذه البيئة ستصبح اكبر منتج للنفط والغاز في السودان خلال السـنوات المقبلة .
فان ما قدمناه من مميزات و خصائص حول اقليم الميدوب يعطي مؤشراً ايجابياً لانتعاش الإقتصاد السوداني ، ويسهم بالخير والتقدم للامة السودانية ، وكذلك يبرز اهمية المنطقة في كفاءتها الإدارية ومساحتها الواسعة وثقلها السكاني ومكانتها الاقتصادية والثقافية ، مما يؤهلها لان تصبح ولاية ناجحة تنهض بمسؤولياتها في التنمية وتحقيق الأمن والسلام ، وجاهزون للمهمة .
عبد الله سليمان
انجلترا
15 فبراير 2009
نقلا عن موقع سودانيز اون لاين
عبد الله سليمان عبد الله
انجلترا 1 يوليو 2007
الثلاثاء يونيو 21, 2016 5:43 pm من طرف مالك ادم
» لماذا نكتب ؟! ولماذا لا يكتبون
الثلاثاء يونيو 21, 2016 5:26 pm من طرف مالك ادم
» Inrtoduction to Midob Tribe
الخميس أكتوبر 23, 2014 9:10 am من طرف Rashid Abdelrhman Ali
» الشباب والنوع الاجتماعى
الأحد مايو 25, 2014 3:45 pm من طرف alika hassan
» رئاسة الجمهورية تصدر بيانا حول التناول السالب للقضايا الأمنية والعسكرية والعدلية
الثلاثاء مايو 20, 2014 2:08 pm من طرف مالك ادم
» مفهوم الردة في الإسلام
الإثنين مايو 19, 2014 2:54 pm من طرف مالك ادم
» عيد مبارك عليكم
الجمعة أكتوبر 25, 2013 5:54 am من طرف omeimashigiry
» التحضير للمؤتمر الجامع لقبيلة الميدوب
الأربعاء أكتوبر 16, 2013 1:33 pm من طرف Rashid Abdelrhman Ali
» ماذا يجب أن نفعله في رمضان؟
الأربعاء سبتمبر 11, 2013 11:26 pm من طرف مالك ادم