إستميح الأستاذ / محمود محمد طه عذرا لأستعير إطلالته منذ نحو ثلاثة عقود و هو ينتقد حالة السودان يومها –" هذا أو الطوفان " .. لأستعيض عنه اليوم ... . .. " هذا أو التسونامي " فقد تبدل من بعد الأستاذ الأوضاع و المصطلحات في السودان و بقية بقاع الأرض . و قد تبدل تبعا لذلك كافة مفردات حياة الإنسان على وجه البسيطة , وهذا أمر بالسعة لا يمكنني الإحاطة به . اذ يتطلب أمر كهذا الي جيش من الإختصاصيين علي إطلاع بكافة دروب الحياة . لتشريحها خلية بخلية و دراسة تطورها و اثارها الظاهرة للعيان و المستبطنة كذلك . ولكن ما نريد أن نطل عليه هى محاولة مختصرة لمقارنة عوانين الحياه العامة في أواخر عهد المشير / نميرى و أيام المشير/ بشير الأن .
على نسق التداول المقيت للسلطة في السودان ... و التي ألفته الشعب السودانى منذ رحيل المستعمر بأجسادهم و أبقوا أفكارهم و قيمهم وديعة عند ربائبهم الذين أنابوهم في إدارة شئون البلاد من بعدهم ... إستطاع النميرى أن يزيح ثلة من الثرثارين , جعلوا من الجمعية التأسيسية منتدى ليتباروا فيه فصيح الألفاظ نثرا و في كثير من الأحيان يتطاعنون شعرا . لم يستغرقه ذلك الا طابورا من عشرة ضباط للسير خمس كليومرات ....و هي المسافة الفاصلة بين خورعمر بامدرمان حتى القيادة في الجانب الأخر من النيل . دون أن يكلفهم ذلك قطرة عرق . و كذلك فعل البشير . و في هذا تفوق الصادق – رئيس الحكومة أنذاك علي من سبقوه من السياسيين في فنون الثرثرة . لدرجة أنه أصبح ما يميز صورته الكركاتورية هو الأنف المعلوم و الميكرفون الملاصق .
وجه النميرى أنظاره صوب الجنوب و قد أحسن المسير حتى أفضى الجهد الى ايقاف الحرب تماما . بإتفاقية أديس المعروفة . رقص السودانيون طربا كما لم يرقصوا من قبل , ولكن بعد أن دانت له الأمر و لم يجد من يعارضه الإ نفسه – جعفر – لينقض إتفاقية أديس ليعيد السودان إلي المربع الأول , حيث القتال لمستقبل أفضل لكل السودان . ركز البشير مثله نحو الجنوب و قد أحسن الوفاق في ورقة مشهودة , تمت في كينيا هذه المرة . العهد فيه أن يعمل مع شريكه لأجل مضروب بأن يهيا مؤسسات الدولة وفاقا لتسع أهله جميعا دونما تمييز . و لكنه لم يفي بالعهد فأرجع السودان ليس الي المربع الأول و لكن إلىما قبل التاريخ . .. .. أي قبل نشوء موسسة الدولة في السودان . فالوضع القائم الأن هي مؤسسات القبيلة في أفضل الأحوال , القاعدة فيه أن القبيلة القوية تسليحا تغير على من حولها من القبائل و المشيخات لإخضاعها لسلطانها قهرا . وتتطوع أخريات رهبا للدخول في جيرتها . و للأعراب في السودان وغيرها من البلدان في هذا إرث . و عادت بنا الزمان الي عهد الغارات . فإن كان النميرى يتخير مناصريه من التنظيمات, فقد تواضع البشير ليتخير مناصريه من القبائل .
يعلم الجميع أنه مرت أوضاع معيشية عصيبة طالت مجموعة كبيرة من السودانيين و جيرانهم كذلك في اواخر عهد النميرى , كان لعنصر الطبيعة دور فيه . فقد أصاب القحط نواحى الإقليم مما أصاب الإنتاج المطري - التي تعتمد عليه غالب السكان – بالضمور فضرب المجاعة دول الإقليم و تدفق علي السودان جيرانها من كل صوب . من الجنوب الشرقي – إثيوبيا و إرتريا . و غربا من تشاد و جنوب إفريقيا . كما تم نزوح داخلي كبير للمرة الأولى بهذا الحجم ,الي مشارف النيل في اواسط السودان . وكذلك الي المدن و تبدل معها ديمغراطيا مناطق الي درجة لم نألفه من قبل في السودان . تعاطى أهل المناطق المجيرة الوافدين بترحم كبير . أما عند البشير اليوم فالوضع إختلف . فبعد أن سًخر الله الصينيين و أنتجوا البترول في السودان - نحو مليون برميل يوميا بعائد قدره مليار دولار كل أسبوع -... ليستخدم هذه الموارد لقتل شعبه في دارفور . - ما يفوق ثلاثمائة الف قتيل و اربعة مليون نازح إضطروا لترك ديارهم الي معسكرات نزوح داخل السودان و خارجه . تركهم جميعا يتسولون لقمة العيش من المجتمع الدولى . و عندما يأتي الخيرون ليس من أرض الإسلام بل من أقاصي الدنيا لإغاثة المتضررين يتفنن من الأساليب لإعاقة جهدهم . .. لا يعطون لا يبغون أن تنزل رحمة الله على العباد .... حقا صدق من قال .. " من أين أتى هؤلاء .. " . اما بخصوص التسعة مليار المنهوبة فلا سبيل لي للحديث عنها حتى أفيق أنا شخصيا من هول الصدمة .
يقال أن عملية " موسى" التى سمح بموجبه النميرى لقلة من من اليهود الفلاشا لإستعمال مهابط نائية في السودان لنقلهم الي أوربا و من بعد الي إسرائيل هي فضيحته الدبلوماسية .والمحكمة العلنية التى تشكلت في غيابه كانت أشبه بمسلسل جاسوسي .. تابعه جميع السودانيين علي الشاشة البلورية بشغف منقطع النظير . فيما دفع البشير ألافا من أفراد الشعب السودان ليتسللوا حافيي الأقدام الي إسرائيل . لم يتبقى منهم الإ من صرعته رصاصات الشرطة المصرية موتا وهم متمسكون بأهداب حدود إسرائيل . ليرسم أشلاء عظام أهلي معالم الحدود بين مصر و إسرائيل .
أي عنوان مما ذكرت هو مشروع كتاب لمن يحبون الثرثرة و أنا لا أحسن ذلك . السودان على أعتاب مرحلة جديدة بعد ذهاب جنوبها . ما تبقى من الأزمات هي التالية :
- المشورة الشعبية النيل الأزرق
- المشورة الشعبية جنوب كردفان
- إدماج الأقليم الشرقى في مؤسسات الدولة
- اسس إدارة في السودان - قضايا الحريات و التداول السلمي للسلطة
- السلام في دارفور ومعالجة التراكمات الناتجة بفعل الصراع
- بالمختصر المفيد .. نحن في السودان على شفا .. جرف هار .. فأن أحسنا التعاطى مع القضايا أعلاه .. فقد ننجو مع عظيم الضرر الماثل .. و الإ فهى التسونامى و ليست الطوفان هذه المرة .,
عثمان واش
26 ديسمبر
على نسق التداول المقيت للسلطة في السودان ... و التي ألفته الشعب السودانى منذ رحيل المستعمر بأجسادهم و أبقوا أفكارهم و قيمهم وديعة عند ربائبهم الذين أنابوهم في إدارة شئون البلاد من بعدهم ... إستطاع النميرى أن يزيح ثلة من الثرثارين , جعلوا من الجمعية التأسيسية منتدى ليتباروا فيه فصيح الألفاظ نثرا و في كثير من الأحيان يتطاعنون شعرا . لم يستغرقه ذلك الا طابورا من عشرة ضباط للسير خمس كليومرات ....و هي المسافة الفاصلة بين خورعمر بامدرمان حتى القيادة في الجانب الأخر من النيل . دون أن يكلفهم ذلك قطرة عرق . و كذلك فعل البشير . و في هذا تفوق الصادق – رئيس الحكومة أنذاك علي من سبقوه من السياسيين في فنون الثرثرة . لدرجة أنه أصبح ما يميز صورته الكركاتورية هو الأنف المعلوم و الميكرفون الملاصق .
وجه النميرى أنظاره صوب الجنوب و قد أحسن المسير حتى أفضى الجهد الى ايقاف الحرب تماما . بإتفاقية أديس المعروفة . رقص السودانيون طربا كما لم يرقصوا من قبل , ولكن بعد أن دانت له الأمر و لم يجد من يعارضه الإ نفسه – جعفر – لينقض إتفاقية أديس ليعيد السودان إلي المربع الأول , حيث القتال لمستقبل أفضل لكل السودان . ركز البشير مثله نحو الجنوب و قد أحسن الوفاق في ورقة مشهودة , تمت في كينيا هذه المرة . العهد فيه أن يعمل مع شريكه لأجل مضروب بأن يهيا مؤسسات الدولة وفاقا لتسع أهله جميعا دونما تمييز . و لكنه لم يفي بالعهد فأرجع السودان ليس الي المربع الأول و لكن إلىما قبل التاريخ . .. .. أي قبل نشوء موسسة الدولة في السودان . فالوضع القائم الأن هي مؤسسات القبيلة في أفضل الأحوال , القاعدة فيه أن القبيلة القوية تسليحا تغير على من حولها من القبائل و المشيخات لإخضاعها لسلطانها قهرا . وتتطوع أخريات رهبا للدخول في جيرتها . و للأعراب في السودان وغيرها من البلدان في هذا إرث . و عادت بنا الزمان الي عهد الغارات . فإن كان النميرى يتخير مناصريه من التنظيمات, فقد تواضع البشير ليتخير مناصريه من القبائل .
يعلم الجميع أنه مرت أوضاع معيشية عصيبة طالت مجموعة كبيرة من السودانيين و جيرانهم كذلك في اواخر عهد النميرى , كان لعنصر الطبيعة دور فيه . فقد أصاب القحط نواحى الإقليم مما أصاب الإنتاج المطري - التي تعتمد عليه غالب السكان – بالضمور فضرب المجاعة دول الإقليم و تدفق علي السودان جيرانها من كل صوب . من الجنوب الشرقي – إثيوبيا و إرتريا . و غربا من تشاد و جنوب إفريقيا . كما تم نزوح داخلي كبير للمرة الأولى بهذا الحجم ,الي مشارف النيل في اواسط السودان . وكذلك الي المدن و تبدل معها ديمغراطيا مناطق الي درجة لم نألفه من قبل في السودان . تعاطى أهل المناطق المجيرة الوافدين بترحم كبير . أما عند البشير اليوم فالوضع إختلف . فبعد أن سًخر الله الصينيين و أنتجوا البترول في السودان - نحو مليون برميل يوميا بعائد قدره مليار دولار كل أسبوع -... ليستخدم هذه الموارد لقتل شعبه في دارفور . - ما يفوق ثلاثمائة الف قتيل و اربعة مليون نازح إضطروا لترك ديارهم الي معسكرات نزوح داخل السودان و خارجه . تركهم جميعا يتسولون لقمة العيش من المجتمع الدولى . و عندما يأتي الخيرون ليس من أرض الإسلام بل من أقاصي الدنيا لإغاثة المتضررين يتفنن من الأساليب لإعاقة جهدهم . .. لا يعطون لا يبغون أن تنزل رحمة الله على العباد .... حقا صدق من قال .. " من أين أتى هؤلاء .. " . اما بخصوص التسعة مليار المنهوبة فلا سبيل لي للحديث عنها حتى أفيق أنا شخصيا من هول الصدمة .
يقال أن عملية " موسى" التى سمح بموجبه النميرى لقلة من من اليهود الفلاشا لإستعمال مهابط نائية في السودان لنقلهم الي أوربا و من بعد الي إسرائيل هي فضيحته الدبلوماسية .والمحكمة العلنية التى تشكلت في غيابه كانت أشبه بمسلسل جاسوسي .. تابعه جميع السودانيين علي الشاشة البلورية بشغف منقطع النظير . فيما دفع البشير ألافا من أفراد الشعب السودان ليتسللوا حافيي الأقدام الي إسرائيل . لم يتبقى منهم الإ من صرعته رصاصات الشرطة المصرية موتا وهم متمسكون بأهداب حدود إسرائيل . ليرسم أشلاء عظام أهلي معالم الحدود بين مصر و إسرائيل .
أي عنوان مما ذكرت هو مشروع كتاب لمن يحبون الثرثرة و أنا لا أحسن ذلك . السودان على أعتاب مرحلة جديدة بعد ذهاب جنوبها . ما تبقى من الأزمات هي التالية :
- المشورة الشعبية النيل الأزرق
- المشورة الشعبية جنوب كردفان
- إدماج الأقليم الشرقى في مؤسسات الدولة
- اسس إدارة في السودان - قضايا الحريات و التداول السلمي للسلطة
- السلام في دارفور ومعالجة التراكمات الناتجة بفعل الصراع
- بالمختصر المفيد .. نحن في السودان على شفا .. جرف هار .. فأن أحسنا التعاطى مع القضايا أعلاه .. فقد ننجو مع عظيم الضرر الماثل .. و الإ فهى التسونامى و ليست الطوفان هذه المرة .,
عثمان واش
26 ديسمبر
الثلاثاء يونيو 21, 2016 5:43 pm من طرف مالك ادم
» لماذا نكتب ؟! ولماذا لا يكتبون
الثلاثاء يونيو 21, 2016 5:26 pm من طرف مالك ادم
» Inrtoduction to Midob Tribe
الخميس أكتوبر 23, 2014 9:10 am من طرف Rashid Abdelrhman Ali
» الشباب والنوع الاجتماعى
الأحد مايو 25, 2014 3:45 pm من طرف alika hassan
» رئاسة الجمهورية تصدر بيانا حول التناول السالب للقضايا الأمنية والعسكرية والعدلية
الثلاثاء مايو 20, 2014 2:08 pm من طرف مالك ادم
» مفهوم الردة في الإسلام
الإثنين مايو 19, 2014 2:54 pm من طرف مالك ادم
» عيد مبارك عليكم
الجمعة أكتوبر 25, 2013 5:54 am من طرف omeimashigiry
» التحضير للمؤتمر الجامع لقبيلة الميدوب
الأربعاء أكتوبر 16, 2013 1:33 pm من طرف Rashid Abdelrhman Ali
» ماذا يجب أن نفعله في رمضان؟
الأربعاء سبتمبر 11, 2013 11:26 pm من طرف مالك ادم